هذا النص هو اقسام من الطرح الذي ارسل في 21-11-2004 إلى الاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي من قبل الرفيق كورش مدرسي و قد تم إعادة صياغته للنشر في صحيفة الكومونيست للحزب الشيوعي العمالي الإيراني
ان منشور او بلاتفورم الحزب الشيوعي العمالي العراق4 التي تشير له هذه الوثيقة، طرح امام مؤتمر اعادة تنظيم المدنية الذي عقد في بغداد في 25 آب من هذا العام ووقع عليه عدد من الاحزاب والمنظمات السياسية والمهنية والنسوية ونقابات عمالية وهي تنظيم حركة جماهيرية ضد انهيار الحياة المدنية في العراق ضرورة تأسيس منظمة جماهيرية
إن هجوم أمريكا على العراق ، قد دمر كما توقعنا و تنبئنا نسيج الحياة المدنية في العراق. وقد أطلق اكثر القوى الدينية و القومية رجعية على حياة جماهير العراق. إن الحياة في عراق اليوم هي حياة في حضيض اجتماعي، سياسي، وثقافي. إن مجتمع العراق في حاجة ماسة إلى إعادة المدنية و الأمن، وتأمين المعيشة والحريات الاساسية للجماهير وضمان حق الجماهير في اختيار واعي وحر للنظام السياسي المستقبلي في العراق.
هناك إلى جانب هذه الوقائع في عراق اليوم، قوة ثالثة و هي تسعى في تواصل إلى إخراج المجتمع من الأوضاع الحالكة الحالية. إن الجماهير المنكوية بنار القمع و التحقير و الإذلال على أيدي الإسلاميين و القوميين و القوات الأمريكية، الطبقة العاملة المسحوقة، الشباب المتطلعين للمستقبل بعيون يحدوها الأمل، النساء المحكومون بأوضاع مزرية ولا إنسانية من قبل الإسلام السياسي و العشائرية البدائية. جميعهم يسعون إلى الخلاص من هذه الأوضاع. من الناحية السياسية القوة الوحيدة التي تعكس و تمثل هذا السعي هو الحزب الشيوعي العمالي العراقي.
إن السبيل التي توضع بصورة تقليدية أمام جماهير العراق لا يمكنها أنم توفر إمكانية خلاص الجماهير من الأوضاع الحالية. من الممكن تقسيم السبل التقليدية إلى ثلاثة أقسام:
إن المساومة مع الإسلاميين أو التعامي على ممارساتهم تشكل الأساس لاستراتيجية القسم الأعظم من القوى اليسارية في العالم. ضمن هذا التصور تكتسب التيارات الإسلامية نوعاً من الحقانية في مواجهتهم مع أمريكا، يتم التعامي على الماهوية الرجعية و الطبيعة الإجرامية لهذه التيارات، يتم العمل بالنسبية الثقافية و ذهنية "معاداة الإمبريالية" لليسار القومي التقليدي. إن أساس هذا الاستراتيج مبني على التصور بأن جماهير العراق سوف تنعم تحت قبظة التيارات الإسلامية بوضعية أفضل مما هي عليها اليوم إن هذه السياسة وعلى الصعيد العالمي تجعل من القوى المتبنية لها في صف التيارات الإسلامية. إن هذه السياسة ليست بعاجزة عن إحداث أي تغيير في الوضع الحالي فحسب، بل إنها بالعمل على تقوية موقع التيارات الإسلامية في العراق وتبرير الخصائص الما فوق رجعية للتيارات الإسلامية، تعطل دور البشرية المتحضرة والشرفاء في العالم وتفرض عليهم اليأس في رؤية مخرج إنساني لجماهير العراق وبذلك تخرجهم من الميدان وتؤدي ذلك من الناحية العملية إلى إطلاق يد أمريكا.
لا تمثل هذه النزعة إلا الوجه الآخر لعملة المساومة مع الإسلاميين. تمثل هذه النزعة افقاً قومياً-حداثوياً (مدرنيست) و الذي تمثل فيه معاداة التخلف الإسلامي الخصيصة الأبرز، وبعكس الافق القومي-المعادي للإستعمار، تصل هذه النزعة من التعامي على الدور الامريكي إلى نوع من التبرير لبقاء أمريكا في العراق.
القوى التي تتخذ هذه السياسة تشمل طيفاً من القوى السياسة تبدأ من التيارات اليمينية البرجوازية الغربوية حتى يصل إلى التيارات اليسارية القومية-الحداثوية. إن هذه السياسة بنفس طريقة نظيرتها (أي سياسة التعامي على الإسلاميين) عاجزة عن تخليص جماهير العراق من هذا المستنقع ولا تبقي سبيلاً سوى الإنتظار تصر أمريكا على التيارات الإسلامية. إن هذه السياسة وبعدم أخذها بنظر الاعتبار المضمون الاجتماعي للاحتلال والتحقير، الإضطهاد والتدمير المفروض من قبل القوات الأمريكية على جماهير العراق، وبأتخاذها استراتيج إنتظار نجاح أمريكا، تصبح عاجزة عن التدخل والعمل من أجل ضمان خروج العراق من الأوضاع المظلمة الحالية.
نزعة أخرى هي إنتظار تدخل القوات الدولية في العراق واستبدال القوات الأمريكية بقوات من دول أخرى تحت مراقبة الأمم المتحدة. إن هذا السبيل هو طوباوي وخيالي وغير عملي بتاتاً. إن المدافعين عن هذه السياسة لا ينتبهون إلى حقيقة إنه وفي غياب أمريكا يستلزم ضمان المدنية في العراق كنس تيارات الإسلام السياسي والتيارات الفاشية من العراق وهذه اليوم هي قبل كل شيء مسألة سياسية عسكرية. جميع الدول ونفس الأمم المتحدة هم من عوامل فسح الميدان للإسلام السياسي على الصعيد العالمي، وكذلك بأن الجماهير في الدول الغربية غير مستعدة لمقارعة الإسلام السياسي وعليه مسألة إرسال قوات دولية أخرى ملمحاربة الإسلام السياسي في العراق غير ممكنة. ونتيجة لذلك فإن سياسة دعوة القوات الدولية هي سياسة خيالية تجدي فقط لتغطية إنعدام السياسة و(السلبية)الباسيفستية، ولن تنتج عنها في العالم الواقعي وعلى الرغم من أي نية خيرة وصادقة سوى سياسة الإنتظار.
إن المنظمة الجماهيرية المذكورة:
وفي ظل السيناريو المظلم الموجود في العراق، وحدها القوة و المقدرة العسكرية بإمكانها حسم نتيجة الصراع الدائر، لذا يجب أن تكون هذه المنظمة أداة تنظيم هذه القوة و المقدرة العسكرية.
ركن آخر من أركان قوة حركة و منظمة كهذه هي في تعبئتها وتنظيمها للبشرية المتمدنة في الخارج لاجل الدفاع و التضامن مع هذه الحركة في العراق. يجب أن تقوم هذه المنظمة خارج العراق، سواء بين العراقيين الساكنين في البلدان الاخرى أو على وجه الخصوص بين الجماهير التحررية في تلك البلدان بالتعبئة وتنظيم أعضاء على مستوى واسع، حشد الدعم المادي و المعنوي للجماهير التحررية خارج العراق هي مصدر مهم لتأمين مالية هذه الحركة وممارسة الضغط على الدول المختلفة ياتجاه خدمة مصالح هذه الحركة وتعبئة المتطوعين لأجل العمل في العراق في إطار احتياجات هذه الحركة.
هـ/ العضوية أي شخص يقبل بمنشور هذا التنظيم ويدفع بدلات العضوية يستطيع أن يكون عضواً في التنظيم.
إن التاكتيك الأساسي لهذه المنظمة هي في تنظيم الجماهير والسيطرة على المحلات. إن إنتزاع السلطة من أيدي القوى الإسلامية و أمريكا و القوى القومية و تحويلها إلى الجماهير المنظمة في إطار منشور المنظمة هو التكاتيك الأساسي لهذه الحركة. في المحلات ستكون بيوت الجماهير هيئة تنظيم الناس في هذه المنظمة و هيئة سلطة الجماهير.
إن الأحزاب والتنظيمات الأخرى والاتحادات العمالية و منظمات النساء وغيرها بمقدورها أن تنظم إلى هذه المنظمة. يشترط لعضوية هذه الاحزاب و المنظمات:
إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو القوة الوحيدة التي بإستطاعتها أن تؤسس هذه المنظمة اليوم. سيسعى حشعع إلى أن يكون العمود الفقري لهذه الحركة و المنظمة و أن تؤمن قياداتها. سوف يقوم الحشعع بتشكيل فراكسيونها داخل المنظمة وسيسعى إلى أن يضم أكبر عدد من فعالي و أعضاء المنظمة إلى صفوفه.
من الناحية المالية ستعمد هذه المنظمة إلى الشفافية الكاملة لحساباتها. إن نمط الصرف و التصرف بالمساعدات المالية المجمعة و بدلات العضوية يجب أن تكون علنية و أن تكون في متناول أعضاء المنظمة.